الأربعاء، 16 أبريل 2025

باب ما جاء فى الرعاف

 

الرعاف يطلق على خروج الدم من الأنف والدم الخارج من الأنف

حدثني يحيى عن مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا رعف انصرف فتوضأ ثم رجع فبنى ولم يتكلم

أجمع العلماء على أن الراعف الذي يريد أن يبنى إذا خرج فتكلم فإنه لا يجوز له البناء 

وهذا الموضع يتحدث فيه الفقهاء عن أربع مباحث:

الأول: الرعاف لا ينقض الوضوء.

الثاني: الرعاف لا يمنع البناء.

الثالث: الحدث يمنع البناء.

الرابع: ما الذي يفعله من رعف في صلاته.

الدرس 37:

المبحث الأول فى أن الرعاف لا ينقض الوضوء ومذهب المالكية وافق الشافعية على ذلك والدليل على ذلك أنه لا دليل يثبت أن الرعاف ينقض أما الحنابلة والحنفية فيرون أنه ينقض الوضوء

المبحث الثانى أن الرعاف لا ينقض ولا يبطل الصلاة ولا يمنع من البناء أى أن المصلي إذا رعف فإن رعافه لا يبطل صلاته وإن كثر ولكن عليه أن يخرج فيغسل أنفه ثم يبني على ما بقي من صلاته وهذا قول جمهور الصحابة

المبحث الثالث أن الحدث يمنع البناء وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة وخالفهم الحنفية فقالوا الحدث الغالب لا يمنع البناء وهو قول الشافعية القديم

وهو قول عند الحنابلة والمحدث أثناء الصلاة وخرج للوضوء فهو على أحد أمرين إما أنه في صلاة أو أنه في غير صلاة فإذا كان فى غير صلاة فيجب ألا يبني لأن إجماع العلماء على أن تفريق أفعال الصلاة مبطل لها. وإذا قلنا أنه فى صلاة فإن هذا الوجه أيضاً يبطل عليه البناء لأنه إذا قلنا أنه فى صلاة فنكون صححنا بعض صلاته بغیر وضوء وهو الوقت الذى أحدث فيه وخرج للوضوء والإجماع منعقد أن الطهارة شرط لصحة الصلاة وبهذا يمتنع البناء كما ذهب المالكية كما أن الإجماع منعقد على أن الراعف إذا تكلم لم يبني

المبحث الرابع: شروط البناء وهى 4 متفق عليها:

الأول : يشترط ألا يجد الماء فيجاوزه إلى أبعد منه

الثاني : ألا يطأ نجاسة رطبة

الثالث : ألا يسيل على ثيابه أوجسده ما لا يُعْفَى عنه من الدم [ما دون الدرهم]

الرابع : ألا يتكلم جاهلاً أو عامداً

وهذا البناء من باب الجائز لا من باب الواجب، واذا كان المصلي منفرداً فإنه فى المشهور عند المالكية ألا يبني لأنه لا مصلحة له فى ذلك كما فى صلاة الجماعة 

وحدثني عن مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عباس كان يرعف فيخرج فيغسل الدم عنه ثم يرجع فيبني على ما قد صلى

هذا مثل ما تقدم ومما يضاف إلى حجج المالكية والشافعية

حديث وحدثني عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي أنه رأى سعيد بن المسيب رعف وهو يصلي فأتى حجرة أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأتي بوضوء فتوضأ ثم رجع فبنى على ما قد صلى

لعله أتى حجرة أم سلمة لأنها كانت أقرب الحجرات إليه ليأتى بماء ليغسل عنه الدم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

باب العمل في غسل الجنابة

  حدثني يحيى عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ بغسل يديه ثم ...