المذي ماء أبيض رقيقه يخرج عند اللذة الصغرى
حدثني يحيى عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله
عن سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل له رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه قال
علي فإن عندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أستحي أن أسأله قال المقداد
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه
بالماء وليتوضأ وضوءه للصلاة.
الدرس 38:
الحياء قسمان: ممدوح وهو شهود النعمة ورؤية التقصير أى أنك تعقل نعم الله عليك وترى عجزك عن شكرها فترى تقصيرك فى شكر نعم الله عليك وهو يبعثك على الترقي فى الكمالات وإتباع القربات إثر القربات
والحياء الذموم هو الذي يمنع من فعل واجب أو يحمل على فعل
معصية وهو قد سمى حياءً تجوزاً وإلا فهو من تلاعب الشيطان بمن إلتبس به. يحتاج
الإنسان أن يعلم الشيء من أمر دينه؛ يجب عليه أن يفعله فيستحي أن يسأل فيقوده ذلك
إلى تضييع ما يجب علیه معرفته
فلينضح : النضح يأتى بمعنيان الرش والغسل وهنا هي بمعنى
الغسل لا الرش
المذى: ينقض الوضوء وهو موضع إجماع وهو لا يوجب الغسل وهو
أيضاً موضع إجماع
ولكن اختلف الفقهاء هل يغسل ذكره كله أم موضع النجاسة
فقط؟ مشهور مذهب المالكية والحنابلة أنه يجب عليه غسل ذكره كله وذهب الشافعية
والحنفية إلى أنه يغسل موضع النجاسة فقط
واختلف العلماء هل هذا الغسل لعلة وهي إزالة النجاسة أم
هو غسل تعبدي؟
كل فعل تعبدي يجب إقترانه بالنية وهو من الأحداث
والنجاسات التى يشترط في إزالتها الماء ولا يقوم غير الماء مقامه
وحدثني عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب
قال إني لأجده ينحدر مني مثل الخريزة فإذا وجد ذلك أحدكم فليغسل ذكره وليتوضأ
وضوءه للصلاة يعني المذي
عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان به سلس المذي وكان خروجه
من لذلك على وجه المرض وبالتالي فهو لا ينقض الوضوء ولكن الإمام مالك يستحب لمن
لديه هذا المرض أن يتوضأ لكل صلا ة ولا يوجبه عليه .
وحدثني عن مالك عن زيد بن أسلم عن جندب مولى عبد الله بن
عياش أنه قال سألت عبد الله بن عمر عن المذي فقال إذا وجدته فاغسل فرجك وتوضأ
وضوءك للصلاة
الحنفية والشافعية والحنابلة يوجبون الوضوء وهو الأحوط و
لكن الإمام مالك يستحب الوضوء وذلك لمن كان به سلس المذي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق